الأضحية هي
من السنن المؤكدة بإجماع العلماء للمقتدر غير أن بعض أهل العلم قال بوجوبها
للمقتدر. وهناك الكثير من الأحاديث في فضل الأضحية وأجرها غير أن بعضها صحيح
والآخر ضعيف وغيرها موضوع أو لا أصل له في السنة. وهناك أمور كثيرة مدسوسة من فئات
ضالة الهدف منها التضليل وتشكيك المسلمين في أمور دينهم، غير أنه من المؤكد ورودها
في آيات وأحاديث كثيره ومنا قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
وقال تعالى:(وَلِكُلِّ
أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ
مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَـامِ فَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ
وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ). أما في الحديث الشريف فنورد ما جاء في حديث أنس بن
مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلّم ضحى بكبشين أملحين ذبحهما بيده
وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما.
وعن عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما أنّه قال: (أقام النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة
عشر سنين يضحي). رواه أحمد والترمذي.
وعن البراء
بن عازب رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (من ذبح بعد الصلاة فقد
تم نسكه وأصاب سنة المسلمين) رواه البخاري.
أما في حديث
عائشة رضي الله عنها أنّها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما عمل ابن
آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنّه ليؤتى يوم القيامة بقرونها
وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها
نفسا). فمنهم من قال أنّه حديث صحيح ومن أهل العلم من قال أنّه ضعيف.
بالواقع أنّ
الأضحية ثابتة عن الرسول صلى الله علية وسلم فهي سنة والأصل فيها الاقتداء بالكبش
العظيم الذي فدى الله تعالى به نبيه اسماعيل ولد ابراهيم عليهما السلام.
ويكفي انه
فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يفعلها المسلمون من بعده بغض النظر عن
فضلها ففضل الله واسع وعظيم، ومن أهل العلم من ذهب للقول أن اجر الأضحية على الله
كأجر الصيام أي أنّه تبارك وتعالى هو من يجازي بها ولا أجر ثابت أو معروف في
فضلها.
ويكفي أنّ
نعرف أحكام وشروط الأضحية ونلتزم بها وأن نقدمها بنفس رضية و نية صادقة بالتشبه
والإقتداء بسيد الخلق عليه السلام ونترك جزائها على رب العالمين. ولو تأملنا
الحديث الشريف ( رب درهم سبق مئة الف درهم ) - أو كما قال_ علية الصلاة والسلام
لوجدنا أن الإخلاص في العمل والنية أهم ما في العمل وأن من قدم القليل وهو لا يملك
إلا القليل يقع عند الله كثير وأن من قدم الكثير وهو يملك الكثير الكثير يقع أقل.
(نسبة إلى مال الأول ومال الثاني).
غير أنّ الأضحية في أيّام العيد تدخل الفرح
والسرور إلى قلوب الكثير من الفقراء وهذا العمل لا يجازي به الا الله ولا يعلم
أجره إلا الله.
والإختلاف
بنوع الأضحية كذبح الجمال أو البقر أو الماشية يعود بالنهاية إلى مقدرة الشخص
وإمكانياته الماديه، وفضل الله كبير وكرمه سبحانه واسع ولا حدود لعطاءه فجزاءه
سبحانه في الدنيا وفي الآخره، واعتقد من وجهة نظر شخصية أن الأصل بأي عمل هو صدق
النية فقد يختلف أجر الأضحية من شخص إلى شخص حسب نيتهم وامكانيتهم فالمقتدر الذي
يضحي بخروف مثلا وهدفه هو تخزين اللحم والتصدق بالقليل منه ليس كم يبتغي وجه الله
في الأضحية ويتصدق بثلثها كما هو وارد أو أكثر. وبعد هذا كلّه فإنّ الثواب من الله
ولا يعلمه إلا هو سبحانه.
ليست هناك تعليقات:
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات