الخوف شعور
سلبي مدمّر يدخل في قلب الإنسان ويسبب له العديد من المشاكل المختلفة، ويجعله
شخصية انطوائية متقوقعة على نفسها وعلى ذاتها فقط وبشكل يمنعه من أداء أعماله التي
أوكلت إليه بأفضل طريقة، حيث أن الخوف المبالغ يؤدي إلى أن لا يتقن الإنسان أعماله
بدرجة كبيرة جداً، مما سيجعله شخصية متقوقعة على نفسها ومما سيعوق من مسيرة تقدمه
في الحياة بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك فإن الخوف يعمل على إعاقة ومنع الإنسان من
الاستمتاع بأي نشاط أو أي أمر، فالخوف غير مبرر في العديد من الأحيان وهو ناتج عن
تصورات وخيالات وأوهام خاطئة وليست في محلها مما سيعمل وبشكل كبير جداً على أن
يدمّر الإنسان ويضع حداً لهمته وعزيمته وقدرته التي يمتلكها.
من أجل أن
يتخلص الإنسان من خوفه وجب عليه أن يعمل على أن يعرف خوفه أولاً وأن يعترف به
ابتداءً لأنّ ذلك سيسهل عليه عملية المضي قدماً في سبيل تجاوز نقاط خوفه ومكامن
ضعفه، ولنا أن نتخيل أن إنساناً يخاف من شيء معين وهو في الوقت نفسه يعتبر أن هذا
الخوف شيئاً طبيعياً في شخصيته، هل سينجح هذا الفرد في أن يتجاوز خوفه، وهل هو
مهتم أصلاً بأن يتجاوز هذا الخوف الذي يعتريه ؟؟ من الجواب على هذا السؤال ستتضح
أمامنا أهمية أن يعترف الإنسان بخوفه من أمر معين فهذا الاعتراف سيسبب له النجاح
الكبير والمطلق في تجاوز هذه المخاوف التي تهدده بشكل كبير جداً.
بعد اعتراف
الإنسان بخوفه من أمر معين، وجب عليه أن يزيد من ثقته بنفسه وأن يتسلّح بالعلم
والمعرفة فمن شأن العلم والمعرفة أن يوصلوا الإنسان إلى رتبة متقدّمة جداً في
تجاوز المخاوف التي تسيطر على عقله، إذ أن ذلك سيعمل على كشف حقيقة الأمور التي
يخاف منها وبشكل واضح كما أنه سيعمل وبشكل لافت على وهام جداً على أن يتجاوز
الإنسان كافة الظروف التي تحيط به بوعي ومسؤولية شديدتين.
كما أنّ من
أهم وسائل محاربة الخوف المتسلّل إلى النفس الإنسانية هو إدراك حقيقة أنّ هذا
الخوف المسيطر على الإنسان ما هو إلا أفكار دخلت وتسلّلت إلى العقل والفكر، وعندما
ندرك حقيقة هذا الأمر سنعلم حينها أن الخوف شيء بسيط جداً ويمكن تجاوزه بكل سهولة
ويسر، كما ويتوجب أن يتم الفصل ما بين مشاعر الخوف والموقف المسبب لها، لأن ذلك
سيعمل أيضاً على تقليل حجم الخوف عند الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات